هل الكشفية في حاجة الى إعلان ميلادها من جيد؟بقلم/ هشام عبد السلام موسى
لا يختلف اثنان ممن عرفوا الكشفية ومارسوها أن تاريخ ميلادها هو عام 1907م حيث شهدت جزيرة براونسي مسقط رأس الكشفية – خروج أول فرقها إلى الوجود. ولكن الميلاد الذي أعنيه أيها الأخوة ليس ميلاد النشأة الذي يحمل في طياته بذور الفكرة وعناصر الاستمرار والتقدم، وهذا أيضا لا يختلف عليه اثنان أن هذه الحركة ولدت فتية قوية استطاعت أن تقف وتثبت وتتخطى العديد من الأحداث لكن ما أعنيه هو الأثر الذي أحدثته وتحدثه على مر العصور أو العقود هل هو ثابت أم ينمو أم ينحسر؟؟.ومن خلال ذلك نستطيع قياس جدوى هذه الحركة من عدمه.. وهذا الأثر هو الناتج الطبيعي الذي تؤثر به الحركة الكشفية في البنية الاجتماعية في المدينة أو الحى أو الأسرة أو الفرد. وهذا التأثير في البنية الاجتماعية إذا أصابه عارض أو ضعف تأثير أو سلبية اجتماعية فإنما يدل ذلك على ضعف المؤثر ألا وهو الحركة الكشفية.وعند الوصول الى هذه الدرجة فإن الحركة الكشفية تكون أمام أمرين: إما أن تحيل نفسها إلى المعاش وإما أن تعلن عن ميلادها من جديد بثورة تنفض عنها غبار التردي وتحدث تغييرا جذريا في بنيتها وهيكلها وأنشطتها وبرامجها وفي هذه الحالة تصبح أي محاولة للترقيع أو (التطوير) عبئا يثقل كاهل الكشفية لأنه لا يبني على استيعاب القديم في محاولة للتجديد، بل إن ما يحدث هو استغراق في القديم دونما إدراك واستيعاب كامل وعجز عن فهم أو حتى محاولة فهم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن وقف الكشفييون ثلاث فرق: – إحداهما تضرب عن كل ما هو جديد وقديم في سلبية تامة ولا يهمها إلا البقاء في دائرة الضوء.- والثانية ترفض كل ما هو جديد مكتفية بممارسة القديم.- والثالثة استوعبت القديم وتسعى جاهدة خلف التطوير.وقبل أن نصدر حكمنا يجب أن نسأل أنفسنا ونجيب بصراحة حول الأسئلة التالية:- هل استطعنا خلال السنوات العشر الماضية مثلا أن نشعر المجتمع بنا أو أن نجعله يحسن بتأثيرنا؟- كم من القادة الذين تم تأهيلهم لازال يعمل في الحركة.- كم قائد لدينا، وهل هناك فرق بعددهم؟- كم من القادة يشكل قدوة حقيقية لكشافيه؟- كم من الفتية نجحت الكشفية في تعديل سلوكياتهم؟- كم عدد المنتفعين من الكشفية، وما نسبتهم لغير المنتفعين من المتطوعين عن رغبة وإخلاص؟- أيهما أقوى الآن الكشفية أم التنظيمات الشبابية الأخرى؟ ولماذا؟وبعد أن يضع كل واحد منا قلمه فاليفكر فيما كتبه ويسأل نفسه، هل الكشفية في حاجة إلى إعلان ميلادها من جديد؟ وكيف؟؟؟؟؟؟
بقلم/ هشام عبد السلام موسى