ولد علي خليفة الزائدي من أبوين ليبيين بمدينة الخمس في ليبيا سنة 1909، وما إن بلغ من العمر سنتين كاملتين حتى هاجرت أسرته فيمن هاجر إلى بيروت وأقامت فيها هرباً من ظلم المُحتل الإيطالي وجوره وعاش في بيروت عيشة بسيطة متواضعة حتى أتيح له أن يلتحق بالكلية الإسلامية فينهل منها بعض العلم وأن يتعرف فيها إلى بعض أبناء العائلات الإسلامية وكان أثناء دراسته شغوفاً بحب الموسيقى التي استحوزت على مشاعره فانصرف ليلتحق بالمعهد الوطني الموسيقي ويحمل شهادته وقد عرف الزائدي خلال هذه الفترة من حياته بحبه لأسرته المهاجرة التي باتت تبحث عن لقمة العيش التي تسد بها رمقها وكان علي خليفة الزائدي أكبر أخوته وأملهم المرتجى فما تعفف عن عمل طالما أنه كان يؤمّن له ولعائلته اللقمة بشرف … فخاض معترك الحياة وكافح وما إن أصبح شاباً يافعاً حتى استهوته الحركة الكشفية وقد رآها تضم رفاقه القدامى في الكلية الإسلامية فانتسب إلى جمعية الكشاف المسلم عام 1927 كشافاً عادياً حيث أخذت ميوله تتبلور وبدأت شخصيته القيادية تظهر فكان مجلياً بين أترابه وأقرانه.
وفي عام 1933 وكان قد امتلك ناصية الموسيقى، شكل الفرقة الفنية فكانت الأولى من نوعها في عالم الكشفية وظل على رأسها سنوات عديدة مهتماً بتجهيزها حتى أصبحت حديث الأندية والمجتمعات فكانت السباقة في مجالات الخدمة العامة كما كانت السباقة في مجالات الإعداد والتدريب.
وكان أفرادها يعرفون بكفاءتهم ومقدرتهم الكشفية وبطابعهم الكشفي المميز وما إن حلت كارثة (كوكب الشرق) في ساحة البرج في بيروت عام 1934 وأخذ البناء الضخم ينهار منذراً بوقوع كارثة رهيبة، حتى كان علي خليفة الزائدي على رأس أفراد الفرقة الفنية يهرعون إلى نجدة المصابين وإسعاف المنكوبين. فكان عملهم البطولي مدعاة فخر واعتزاز وتقدير رجال الشعب والحكومة في آن واحد. وفي عام 1937 أصبح علي خليفة الزائدي قائداً لمجموعة من الفرق الكشفية التي تتخذ من بيت الكشاف مركزاً لها.
فأظهر مقدرة فائقة في قيادتها وتوجيهها وأصاب نجاحاً مرموقاً في تدريب أفرادها وكان يصرف وقته في إعداد برامجها ومخططاتها مما حمل جمعية الكشاف المسلم على تقديره فأسندت إليه مهمة إدارة بيت الكشاف الذي عرف بفضل إدارته الحكيمة الواعية أزهى وأنشط عهوده.
وما إن حل صيف عام 1936 حتى كان الزائدي يقيم على أعلى هضاب رويسات صوفر (لبنان) أكبر مخيم صيفي شهدته البلاد العربية التقت فيه وفود كشفية وطلابية من مختلف البلاد العربية.
وظلت الجمعية تعهد إليه سنة بعد أخرى بقيادة هذه المخيمات الصيفية حتى عام 1953 وكانت جميعها تحظى برعاية الحكومة اللبنانية وتشجيعها. وبرزت مواهب علي خليفة الزائدي في ميادين التدريب والتثقيف الكشفي، وكان الكشافون الذين يشرف على تدريبهم من أبرز الكشافين وأكثرهم كفاءة.
وقدرت فيه الجمعية هذه المواهب فعينته قائداً لجميع مخيماتها التدريبية المخصصة للقادة وعرفاء الطلائع وما إن حل عام 1940 حتى أصبح علي خليفة الزائدي المفتش العام لجمعية الكشاف المسلم واستمر في مهمته هذه حتى 1952 فكان يطوف بالمحافظات اللبنانية يشرف على الفرق الكشفية المنتشرة فيها. وكافأته الجمعية فانتخبته عضواً دائماً في مجلس عمدتها وانتدبته ليمثلها لدى الإتحاد الكشفي اللبناني.
وفي عام 1947 دخلت قوات الحلفاء إلى لبنان فنشبت بعض المعارك بينها وبين قوات حكومة فيشي الفرنسية فهب مع نفر من القادة والكشافين لإسعاف الجرحى الوطنيين والأجانب وأشرف على نقلهم إلى المستشفى العسكري الفرنسي وراح وأعوانه يسهرون على راحتهم ويشرفون على علاجهم.
وفي سنة 1947 عهد إليه الاتحاد الكشفي اللبناني بقيادة البعثة الكشفية اللبنانية إلى جامبوري السلام في مواسون (فرنسا) كما كان أحد القادة الستة الذين مثلوا لبنان في المؤتمر الدولي وكأني بالأحداث الجسام تلاحقه عاماً إثر عام. إذ لم يكد ينصرم عام 1947 حتى كانت نكبة العرب والعالم الإسلامي الكبرى في فلسطين وأخذت جموع شعبها تهرع إلى بيروت هرباً من العصابات الصهيونية. ودعي علي خليفة الزائدي لتنظيم إستقبال الوافدين العرب وإقامة المعسكرات لهم وتنظيم حياتهم اليومية وتدبير ما يحتاجون إليه من غذاء وكساء.
وقد قام بالمهمة خير قيام وأثبت من جديد أنه الرجل الإداري الحصيف والقائد الحكيم. وفي سنة 1949 ترأس بعثة الجوالة اللبنانية إلى الاجتماع الدولي العام الذي عقد بالنروج، وعاد إلى لبنان لينصرف مجدداً إلى عمله الكشفي ويتابع رسالته نحو الناشئة اللبنانية. وقبل أن يقرر العودة إلى وطنه الأول، ليبيا، كان قد نشر مجموعة كبرى من أنفس الكتب الكشفية العالمية وأعد للبنان نخبة قادته الذين يتولون حتى الآن زمام الحركة الكشفية ويقودونها في معارج التقدم والنجاح.
أما حياته القصيرة في ليبيا، فقد عرفت بجليل الأعمال وعظيم الإنجازات وتوجت هامته بأكاليل الغار. فما إن حط الرحال بطرابلس الغرب عام 1954 حتى قام بتأسيس أول فرقة كشفية في ليبيا بمدرسة طرابلس الثانوية، وفي العام 1954 تأسست أول فرقة كشفية في كل من بنغازي وسبها وصارت عضوا في المنظمة العالمية للحركة الكشفية العام 1958.
كما أن الحركة الكشفية في ليبيا اصبحت عضو مؤسس للمنظمة الكشفية العربية منذ العام 1954، وتم استصدار مرسوم ملكي كريم بقانون حماية الحركة الكشفية في ليبيا عام 1958.
وبعدها عين القائد علي خليفة الزائدي مؤسس الكشفية في ليبيا عام 1964 مستشاراً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بدرجة وكيل وزارة. كما أنها الحركة الكشفية الليبية عضو مؤسس للهيئة العربية للمرشدات عندما عقد أول مؤتمر بطرابلس العام 1966.
وعضو مؤسس للاتحاد الكشفي المغاربي منذ 1958 كما أنها عضو في المنظمة الدولية لقدامى الكشافين والمرشدات منذ العام 1988.
وفي العام 1956 حصلت مشاركة كشاف ليبيا على المركز الأول في المخيم الكشفي العربي الثاني في أبي قير، الإسكندرية. وتكونت في العام 1957 أول فرقة للأشبال، وفي العام 1958 تكونت أول فرق للمرشدات في بنغازي وطرابلس، وتم استحداث منطقة كشفية جديدة في مدينة البيضاء (ليبيا) البيضاء عام 1957 .
في العام 1959 تم الاعتراف العالمي بكشاف ليبيا في المؤتمر العام السابع عشر في نيودلهي، الهند وتكونت في العام الذي يليه أول قيادة عامة لكشاف ليبيا وعقب صدور قانون كشاف ليبيا، انتخب القائد علي خليفة الزائدي قائداً عاماً لكشاف ليبيا حيث بقي يتحمل مسؤولية هذا المنصب الكبير حتى وافاه الأجل المحتوم في 30 كانون الأول (ديسمبر) سنة 1966 في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت.
وكان يحمل الأوسمة البارزة الآتية إلى جانب غيرها من الأوسمة والمداليات الكشفية: –
- وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب سنة 1954.
- نيشان الاستقلال عظيم الشأن من الطبقة الثانية مع الرصيعة سنة 1966.
- وسام الذئب البرونزي سنة 1966 (أرفع وسام كشفي عالمي (.
- وسام الصليب الفضي اليوناني سنة 1966.
- وسام الصقر الفضي سنة 1966 (أرفع أوسمة كشافة الجمهورية العربية المتحدة).
- وسام الفينكس سنة 1966 (أرفع أوسمة كشافة اليونان).
- قلادة الكشاف العربي سنة 1966 (أرفع أوسمة المكتب الكشفي العربي. (
- وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط سنة 1966 وهو آخر وسام تقلده الفقيد من الحكومة اللبنانية قبل وفاته بأيام.
أبرز المحطات في تاريخ الحركة الكشفية في ليبيا
- 1962 اقامة أول نشاط دولي كشفي في غابة جود دائم كما عقدت به مؤتمر مفوضي العلاقات الخارجية للدول المشاركة في المخيم.
- 1963 الكشافة والمرشدات يشاركون في إزالة تبعات زلزال المرج. 1964 الاحتفال بالذكرى العاشرة ببلوغ عدد 4643 كشافا، وافتتاح المقر الحالي للكشافة والمرشدات.
- 1966 الاعتراف العالمي من قبل الحركة الإرشادية الدولية بحركة المرشدات.
- 1970 فتتاح مسرح الكشاف.
- 1975 صدور القانون الجديد للحركة الكشفية وتأسيس أول فرقة للكشافة البحرية.
- 1977 بعثة من المرشدات تقوم في اطار التعاون الإرشادي برحلة استطلاعية إلى اليونان.
1998 استحداث مناطق كشفية جديدة في عدة مناطق بينها البطنان ، غدامس ، الجبل الغربي و شعبية الجفرة.